تداولت صفحات وحسابات على منصة فيسبوك، مؤخراً، منشورات تزعم أن حكم الأعدام شنقاً حتى الموت سينفذ بحق عدد من رموز وقيادات النظام السوري السابق، الإثنين القادم بالتزامن مع ذكرى مرور عام على سقوطه.

وجاء في المنشورات أن حكم الإعدام سيُنفّذ بحق كل من: وسيم الأسد، اللواء محمد كنجو حسن، اللواء إبراهيم حويجة، رياض يوسف، الشيخ أحمد حسون، إضافة إلى 80 “مجرم حرب” تم القبض عليهم خلال سنة من “سقوط النظام البائد”.
وزعم ناشرو المنشورات أن تنفيذ الأحكام سيكون فجر الاثنين 08/12/2025، في ذكرى مرور عام على إسقاط النظام السابق، وبداية “تنفيذ العدالة والقصاص لمليوني شهيد سوري ومئات آلاف المفقودين وعشرات آلاف الأيتام”.
الإجراء:
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر المصادر المفتوحة، شمل محرك البحث غوغل ومنصة فيسبوك، كما راجع حسابات وزارة العدل السورية، و وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة، وتبين أن الادعاء مفبرك.
نتائج البحث والتحري:
– لم يذكر ناشرو الادعاء أي مصادر معروفة أو موثوقة، كوكالات أنباء أو وسائل إعلام، تؤكد صدور أحكام الإعدام أو تحديد موعد تنفيذها.
– لم يُعثر على أي أخبار أو بيانات مماثلة على حسابات وزارة العدل أو وزارة الداخلية السوريتين، أو في وسائل الإعلام السورية الرسمية والمستقلة.
– تخضع الشخصيات الواردة في الادعاء لإجراءات تحقيق تتعلق باتهامات خطيرة مرتبطة بجرائم النظام السابق، غير أن العملية لم تفضِ، حتى الآن، إلى صدور أحكام قضائية نهائية بحقهم.

– تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، أنباء حول صدور حكم الإعدام على أربع شخصيات بارزة من نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وهم: أحمد حسون، إبراهيم حويجة، محمد الشعار، وعاطف نجيب، لكن تبين أنها غير صحيحة.
– أظهر البحث أن وزارة العدل السورية، نشرت في الـ7 من آب/أغسطس الفائت، مقطعاً فيديو قصير تحت عنوان “نحو العدالة…تحقيقات تحت مظلة القضاء”، أظهرت كل من اللواء إبراهيم الحويجة مدير إدارة المخابرات الجوية، ووزير الداخلية (2011-2018) محمد الشعار، ورئيس فرع الأمن السياسي في درعا، عاطف نجيب، ومفتي الجمهورية (2005-2021) أحمد بدر الدين حسون. وهم يخضعون للاستجواب من قبل قاضي تحقيق.
– في ذات السياق، نشرت الوزارة عبر حسابتها في 30 أيلول/سبتمبر، أن قاضي التحقيق بدأ باستجواب المتهم “وسيم الأسد” ابن عم بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع، بعد أن قررت النيابة العامة تحريك الدعوى الجنائية ضده.
خلاصة:
– الادعاء بأن حكم الأعدام سينفذ بعدد من رموز وقيادات النظام السوري السابق بالتزامن مع مرور عام على سقوطه، مفبرك.
-تخضع الشخصيات المذكورة لإجراءات تحقيق حول تهم خطيرة، غير أن العملية لم تفضِ حتى الآن لصدور أحكام نهائية بحقهم.
– تبيّن أن الادعاء بجميع جوانبه لا أساس له من الصحة، لذا صُنف ضمن محتوى “مفبرك”، وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
يأتي انتشار الادعاء السابق بعد يومين من ظهور موجة انتقادات طالت الحكومة السورية الجديدة على خلفية نشر وسائل إعلام عربية ودولية تحقيقات اعتمدت على تسريب نحو 33 ألف صورة و134 ألف وثيقة من الأفرع الأمنية التابعة لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والتي كشفت استمراره في عمليات قتل المعتقلين بشكل ممنهج ما بين أعوام 2015 و 2024، رغم انتشار صور “قيصر” قبل ذلك.
كما برزت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تطالب بمحاسبة قيادات النظام السوري السابق وتنتقد التباطؤ في تفعيل مسار العدالة الانتقالية، والكشف عن مصير المفقودين.



