ما حقيقة الادعاء حول تعذيب لونا الشبل على يد الحرس الثوري الإيراني قبل مقتلها؟

تداولت صفحات وحسابات على منصة فيسبوك، مؤخراً، صورتين للإعلامية لونا الشبل، المستشارة الإعلامية لـ رئيس النظام السوري بشار الأسد، مع ادعاء أن إحداها توثق ظهور آثار تعذيب على وجهها بعد تصفيتها على يد عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني بتاريخ 5 يوليو/تموز 2024.

 الإجراء:

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات-True Platform حقيقة الادعاء وأجرى بحثاً عبر المصادر المفتوحة شمل محرك البحث غوغل ومنصة فيسبوك، كما أجرى بحثاً عكسياً عن الصورة، وتبين أن الصورة مجتزأة من سياقها وأن الادعاء مضلل.

نتائج البحث والتحري

– أظهر البحث العكسي عن الصورة أنها تعود لـ إيلين كاباروز (Elaine Caparroz)، وهي مصممة مناظر طبيعية برازيلية (Paisagista)، اكتسبت شهرة واسعة في البرازيل عام 2019 بعد تعرضها لحادث اعتداء عنيف على يد شاب تعرفت عليه عبر الإنترنت.

– أظهر البحث أن قصة إيلين كاباروز أصبحت قضية رأي عام بعد تغطية وسائل الإعلام لها كنموذج لظاهرة العنف ضد المرأة في البرازيل، مع تسليط الضوء على مخاطر العلاقات التي تبدأ عبر الإنترنت.

– أظهر البحث أن مجلة “المجلة” السعودية نقلت تفاصيل جديدة حول قصة وفاة لونا الشبل، حيث تحدثت عن اطلاعها على وثيقة تثبت أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني حذَّر علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطني في النظام السوري من لونا الشبل واتهمها بأنها جاسوسة.

– نقل تقرير “المجلة” أن لونا تعرضت لعملية اغتيال خلال حادثة السير التي تعرضت لها سيارتها على طريق الديماس في تاريخ 2 يوليو/تموز 2024، مستندة إلى رواية شهود عيان لم تكشف هويتهم.

– نقل تقرير المجلة عن مصادر لم يكشفها، أن شقيق الشبل وزوجته كانا قد اعتقلا قبل مدة من وفاتها بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

– أظهر البحث أن الإعلامي اللبناني سامي كليب، الزوج السابق لـ لونا الشبل، قال إنه يشك في ظروف رحيلها، مشيراً إلى أن مشهد مأتمها لم يكن لائقاً بمكانتها ولا بمنصبها. لكنه أكد أنه لا يملك أي معلومات مؤكدة حول ما جرى. 

خلاصة

– الادعاء بأن الصورة المتداولة هي لـ لونا الشبل بعد تصفيتها على يد الحرس الثوري الإيراني، غير صحيح.

– الصورة المتداولة تعود لمصممة مناظر طبيعية برازيلية تعرضت لاعتداء في العام 2019.

– لم يُعثر على أي تقارير حديثة موثوقة تزعم تعرض الشبل للتعذيب والتصفية على يد الحرس الثوري الإيراني.

– تبيَّن أن الادعاء يستند إلى مزيج من الحقائق والمعلومات الملفقة، لذا صُنِّف ضمن محتوى “مضلل”، وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات- True Platform.

خلفية:

يأتي انتشار الادعاء السابق بعد أيام من نشر قناتي العربية والحدث السعوديتين، مقاطع مسربة لـ لونا الشبل مع رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، وثَّقت ما دار بينهما خلال جولة جمعتهما إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق. كانت المقاطع قد ساهمت بتجدد الحديث في الشارع السوري وفي منصات التواصل الاجتماعي حول دور لونا الشبل ومدى تأثيرها على بشار الأسد، وما آلت إليه نهايتها المأساوية وسط ظروف غامضة بعد سنوات من العمل في خدمة نظامه.