هل صحيح أن مظلوم عبدي صرح بأن “إسرائيل وعدت بقصف دمشق” في حال هاجمت تركيا قسد

تداولت حسابات وصفحات على منصة فيسبوك، مؤخراً، منشورات تتضمن تصريحاً منسوباً إلى مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يزعم أنه قال في مقابلة مع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية: “إذا هاجمت تركيا قسد، فإن إسرائيل وعدتنا بقصف دمشق لإيقاف أي هجوم”.

الإجراء:

تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات (True Platform) حقيقة هذه التصريحات، وعاد إلى مقابلة عبدي مع الصحيفة المذكورة، كما أجرى بحثاً في المصادر المفتوحة شمل محرك البحث “غوغل” ومنصة “فيسبوك”، وتبين أنها مفبركة.

نتائج البحث والتحري:

– تبين أن عبدي لم يقل في مقابلته الأخيرة مع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، المنشورة في السابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري: “إذا هاجمت تركيا قسد، فإن إسرائيل وعدتنا بقصف دمشق لإيقاف أي هجوم”.

– ورد ذكر إسرائيل لمرة واحدة فقط في المقابلة، وذلك في سياق حديثه عن النفوذ الإيراني في سوريا، حيث قال: “…وهناك الآن بصمة إيرانية أقل في أعقاب الحرب مع إسرائيل، وسقوط نظام الأسد، وسقوط حزب الله”.

– لم يعثر الفريق على أي تصريح مماثل أدلى به عبدي في الساعات الأخيرة يثبت صحة هذا الادعاء.

– من الواضح أن التصريح المزعوم مصاغ بغرض تذكير المتلقي بحادثة قصف إسرائيل لمبنى هيئة الأركان وسط دمشق منتصف تموز/يوليو الماضي، تزامناً مع التصعيد العسكري في السويداء؛ حيث ناشد الشيخ حكمت الهجري حينها زعماء دوليين، منهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي اعهد السعودي محمد بن سلمان، بالتدخل الفوري لوقف ما وصفه بـ “حرب الإبادة”، وقام لاحقاً بشكر إسرائيل علانية على قصف مواقع في دمشق اعتبرها مسؤولة عن الهجوم على السويداء.

خلاصة:

– الادعاء بأن مظلوم عبدي صرح لصحيفة إسرائيلية بأن “إسرائيل وعدت بقصف دمشق” في حال هاجمت تركيا قسد هو ادعاء غير صحيح.

 – تبيّن أن جميع جوانب الادعاء لا أساس لها من الصحة، لذا صُنِّف ضمن فئة المحتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

يأتي تداول هذه التصريحات في سياق أنباء حول وصول تعزيزات للجيش التركي إلى مناطق في شمال سوريا، وسط تكهنات بتوجهها إلى خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية. كما تشهد منصات التواصل الاجتماعي زيادة ملحوظة في الأخبار المضللة المتعلقة بالشأن السوري، تزامناً مع اقتراب موعد دمج “قسد” في الجيش السوري الجديد، وفقاً لاتفاق “العاشر من آذار” المبرم بين قيادة قسد والرئاسة السورية.