هل صحيح أن مظلوم عبدي قال إن عام 2026 سيكون عام الكونفدرالية الوطنية الكردية؟

الادعاء:

تداولت وسائل إعلام عربية، منها قناتا “سكاي نيوز عربية” و”المشهد” إلى جانب نشطاء وحسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، تصريحات منسوبة لقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، تزعم قوله:”يزعم أعداؤونا أن نهاية العام ستكون نهاية الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية ومشروع روجآفا، لكن الحقيقة مختلفة تماماً إنها بداية مشروعنا العظيم”.

وبحسب الادعاء، أضاف عبدي:”سيكون عام 2026 عام الوحدة الكردية، عام الكونفدرالية الوطنية الكردية، والوحدة بين أجزائها الأربعة. لم نكن يوما أقرب إلى تحقيق ذلك، في عام 2026 ستكفل حقوق الاكراد وأرضهم في روجآفا في الدستور”.

التصريحات أعلاه نقلتها بحرفيتها قناة سكاي نيوز عربية ضمن برنامج الظهيرة وجعلت منها موضوع حوار لإحدى الحلقات التي بدأته مقدمة البرنامج بالقول: “قبيل انقضاء مهلة اتفاق مارس بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، يقول قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي إن عام 2026 سيكون عام الوحدة الكردية في أربع دول تصريحات تطرح تساؤلات حول علاقة الاكراد مع الإقليم، وهل يقود ذلك إلى اتفاق أم مواجهة؟”.

في ذات السياق، نقل موقع قناة المشهد التصريحات بصيغة مقاربة جداً في إحدى أخبارها حيث زعمت أن مظوم عبدي قال: “يظن خصومنا أن نهاية هذا العام ستعني نهاية الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية ومشروع روج آفا، لكن الحقيقة أنها بداية مشروعنا الأكبر.عام 2026 سيكون عام الكونفدرالية الوطنية الكردية، وعام الوحدة بين أجزائها الأربعة، حيث ستكفل حقوق الأكراد وأرضهم في روج آفا دستورياً”.

الإجراء:

تحرى فريق “شبكة تدقيق المعلومات – True Platform” حقيقة التصريحات، وذلك عبر مراجعة المقابلة الأصلية لمظلوم عبدي مع فضائية “Aryen TV” الكردية (تاريخ 19 كانون الأول 2025) ومقارنة النص الكردي بالترجمة العربية المتداولة؛ وتبيّن أن الادعاء مضلل.

نتائج البحث والتحري:

– التصريحات المتداولة هي في الواقع ترجمة لرد مظلوم عبدي على سؤال المحاور: “أشكركم، وأريد معرفة رسالتكم الأخيرة؛ بما أننا سندخل عام 2026 الذي قد يشهد تغيرات أخرى في الشرق الأوسط، ما هي رسالتكم كمظلوم عبدي، قائد قسد، بخصوص العام الجديد؟”.

– جاء رد عبدي في إطار التعبير عن أمنيات وتوقعات حول وضع الكرد في سوريا والعراق وتركيا وإيران وبلدان الاغتراب، حيث قال: “فيما يتعلق بنا في غرب كردستان واتفاقية 10 آذار/مارس، التي يكرر الكثيرون أنها تنتهي بنهاية هذا العام ــ وقد تطرقت إلى ذلك قبل قليل ــ أريد قول الآتي: بالنسبة لنا، نهاية هذا العام هي بداية جديدة وليست النهاية”.

– وتابع عبدي في رده: “الكثيرون في سوريا، ومن خصومنا بوجه خاص، يقولون إن نهاية ثورة ‘روج آفا’ وقسد ستكون بنهاية هذا العام تزامناً مع انتهاء اتفاقية 10 آذار/مارس. أريد التأكيد على أنه، وعلى النقيض من ذلك، ستكون بداية عام 2026 بالنسبة لنا في غرب كردستان بداية جديدة؛ فهناك مساعٍ تجري الآن ويتحقق فيها بعض التقدم، وسنقوم في هذا العام بأكثر خطوات البناء التأسيسية لنا”.

– وأضاف: “آمل أن يكون هذا العام عام الوحدة القومية للكرد، لأننا الآن، وأكثر من أي وقت مضى، قريبون من إنجاز وحدتنا القومية في أجزاء كردستان الأربعة وفي الشتات؛ نحن قريبون جداً من عقد المؤتمر القومي الكردي، ويبدو أن عام 2026 سيكون عام الوحدة الكردية، والعام الذي سيتمكن فيه الكرد من عقد مؤتمرهم القومي والوصول إلى اتفاق حول اتباع سياسة مشتركة معاً. وبالنسبة لغرب كردستان، سيكون 2026 عام الحرية، وعام ضمان الإقرار بالوضع القانوني (الستاتو) للمنطقة في الدستور السوري. وبشكل عام، نأمل أن يكون الشعب الكردي في هذا العام أكثر قرباً من حريته في جميع الأجزاء، وأن يعم السلام في كردستان؛ هذا ما نؤمن به وما نأمل تحقيقه في العام القادم”.

– بعد تدقيق النص الأصلي، تبيّن أن عبدي لم يذكر عبارة “بداية مشروعنا العظيم”، بل قال إنها “ستكون بداية جديدة لنا في غرب كردستان”.

– أظهر الفحص أن عبدي لم يقل: “سيكون عام 2026 عام الكونفدرالية الوطنية الكردية والوحدة بين أجزائها الأربعة، ولم نكن يوماً أقرب إلى تحقيق ذلك” بهذه الحرفية، بل استخدم مصطلح “المؤتمر القومي الكردي” و”اتفاق حول سياسة مشتركة”، مما يعني أن النسخة المترجمة المتداولة تضمنت اجتزاءً وتحريفاً للمعنى الأصلي.

-تبيّن أن عبدي لم يذكر عبارة “ستكفل حقوق الأكراد وأرضهم في روج آفا في الدستور” حرفياً، بل قال: “بالنسبة لغرب كردستان سيكون 2026 عام الحرية و عام ضمان الإقرار بالوضع القانوني (الستاتو) للمنطقة ضمن الدستور السوري”؛ حيث كان يتحدث عن نقل “الإدارة الذاتية” من سلطة أمر واقع إلى سلطة شرعية معترف بها دستورياً.

-من المعتاد أن تلجأ وسائل الإعلام إلى اختصار التصريحات وتكثيفها، خاصة في الحالات التي تستوجب نقلها ضمن قوالب إخبارية سريعة؛ لكن ما حدث هنا هو أن التكثيف والاجتزاء، المقرونين بتحريف بعض العبارات، قد أفرغ تصريحات عبدي من معناها وأخل بسياقها.

خلاصة:

– الادعاء بأن مظلوم عبدي بشّر بـ “بداية مشروع عظيم” أو بـ “عام الكونفدرالية الوطنية الكردية ووحدة الأجزاء الأربعة” في عام 2026 هو ادعاء غير صحيح.

– التصريحات المترجمة المتداولة استندت إلى تكثيف واجتزاء مخلّين، مقرونين بتحريف متعمد لبعض المصطلحات، مما أدى إلى تغيير جوهر المعنى وسياقه الأصلي.

– تبيّن أن الادعاء يعتمد على مزيج من المعلومات الحقيقية والادعاءات الزائفة؛ لذا صُنّف ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

يأتي انتشار الادعاء السابق في وقت تتزايد فيه التهديدات التركية، بالتوازي مع تصعيد إعلامي ضد ‘قسد’ مع حلول نهاية العام؛ وهو الموعد الذي يصادف انتهاء المهلة المتفق عليها لتنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس، المبرم بين قائد ‘قسد’ مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع.