ما حقيقة التصريحات المنسوبة لـ “المونيتور” بشأن التنافس التركي الفرنسي واتفاق 10 آذار

تداولت حسابات وصفحات على منصة فيسبوك، مؤخراً، خبراً يزعم أن موقع “المونيتور” نقل عن مسؤول أمريكي وُصف بـ “الكبير” تصريحات مفادها أن “التنافس بين تركيا وفرنسا أثر سلباً على الوساطة التي تقودها واشنطن بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)”، وأن مهلة تنفيذ اتفاق 10 آذار قاربت على الانتهاء، “مما يعزز فرص اندلاع مواجهات عسكرية بين الطرفين”.

وجاء في التصريحات المزعومة أيضاً أن “تركيا تمارس ضغوطاً على دمشق للانسحاب من مفاوضات قسد، مما يعقّد مسار التسوية السياسية”، وأن “سوريا ستصبح ساحة للتنافس بين القوى الدولية الكبرى إذا بقي المجتمع السوري في حالة من التفكك التدريجي”، وأنه “لا يمكن لأي طرف منع إسرائيل من العمل في سوريا طالما تركيا تعزز نفوذها فيها”، وأنه “نتيجة هذه العوامل، توقفت المفاوضات جزئياً، ما يؤثر على جهود التوصل إلى اتفاق شامل بين الأطراف السورية”.

الإجراء:

تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر المصادر المفتوحة شمل محرك البحث “غوغل” ومنصة فيسبوك، كما راجع حسابات موقع “المونيتور” ووسائل إعلامية أخرى، وتبين أن الادعاء مضلل.

نتائج البحث والتحري:

– لم يُعثر على أي تقرير جديد في موقع “المونيتور” يتضمن التصريحات السابقة، كما لم تنشر أي وسيلة إعلام سورية أو دولية خبراً مماثلاً يثبت صحة الادعاء.

– أظهر البحث أن موقع “المونيتور” نشر تقريراً تحت عنوان “التنافس التركي الفرنسي يعطل الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة بين دمشق والأكراد السوريين” في 7 آب/أغسطس 2025.

– تبين أن الموقع نقل المعلومات عن “مسؤولين إقليميين” وليس عن “مسؤول أمريكي كبير” كما ورد في الادعاء.

– تبين أن الموقع لم يذكر عبارة “لا يمكن لأي طرف منع إسرائيل من العمل في سوريا طالما تركيا تعزز نفوذها فيها”، ولم يتطرق التقرير إلى العمليات الإسرائيلية في سوريا أو يربطها بتعزيز النفوذ التركي.

– تبين أن الخبر السابق تداولته حسابات وصفحات سورية أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر، بالتزامن مع تطورات تمثلت في إعلان التوصل إلى اتفاق حول آلية لدمج “قسد” ضمن الجيش السوري، وعقب زيارة وفد عسكري من العاصمة دمشق إلى مدينة الطبقة ولقاء قيادات من “قسد”.

– تبين أن حسابات وهمية نشرت الخبر السابق في9 و28 تشرين الأول/ أكتوبر من ثم أعاد نشره بعد أمس في 24 كانون أول/ديسمبر 2025، بعد تعديله.

خلاصة:

– الادعاء بأن موقع “المونيتور” نقل تصريحات عن مسؤول أمريكي كبير حول تأثير التنافس الفرنسي التركي على جهود الوساطة بين دمشق و”قسد” غير صحيح.

– موقع “المونيتور” نشر تقريراً بداية شهر آب/أغسطس 2025 تناول تعطل الوساطة بسبب التنافس الإقليمي، لكن بصياغة ومصادر مختلفة عن الادعاء المتداول.

– الخبر المتداول حديثاً سبق تداوله بهذه الصيغة المضللة بعد حدوث تقدم في المفاوضات بين دمشق و”قسد” لمرتين خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025.

– يستند الادعاء إلى إعادة نشر معلومات صحيحة مع مزجها بمعلومات مختلقة، لذا صُنّف ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

يأتي انتشار الادعاء السابق بعد أيام من وقوع اشتباكات بين قوات من الجيش السوري وقوات الأسايش في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، وبعد أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق بين دمشق و”قسد” خلال الساعات القادمة.