تداولت صفحات وحسابات على منصة “فيسبوك”، مؤخراً، مادة كُتبت على شكل مقابلة صحفية (سؤال وجواب) بين مراسل مجلة The Economist “نيكولاس بيلهام” و “خالد الأحمد” المعروف بين أعوام(2012_2018) كمستشار مقرب من الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والعضو حالياً في اللجنة العليا للسلم الأهلي التي تشكلت بعد أحداث الساحل السوري.

وتتضمن المادة المزعومة تصريحات حول دور الأحمد في إسقاط نظام بشار الأسد، علاقته بالرئيس السوري أحمد الشرع، وموقفه من إسرائيل .
الإجراء:
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات -True Platform، حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر المصادر المفتوحة شمل محرك البحث غوغل، إضافة إلى وسائل إعلام سوريا، بما فيها موقع مجلة The Economist، وتبين أن الادعاء مفبرك.
نتائج البحث والتحري:
– تبين بعد الرجوع إلى أرشيف مجلة The Economist وموقعها التابع 1843، أن الصحفي نيكولاس بيلهام لم ينشر أي مادة حديثة بصيغة (سؤال وجواب) مع خالد الأحمد.
– المادة الأحدث التي نشرها بيلهام كانت بتاريخ 5 مارس 2025 بعنوان:”The Great Pretender: How Ahmed al-Sharaa Won Syria” وهي عبارة عن تحقيق استقصائي سردي مطول يروي فيه الكاتب قصة صعود الرئيس السوري أحمد الشرع إلى سدة الحكم، وهو ليس مقابلة حوارية مباشرة.

– لم يعثر على أي خبر أو ترجمة لمادة مماثلة في وسائل إعلام عربية أو سورية، تثبت صحة الادعاء بأن نيكولاس بيلهام أجرى لقاء مع الأحمد.
– ليس للصحفي نيكولاس بيلهام ولا لخالد الأحمد حسابات رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
خلاصة:
– الادعاء أن الصحفي البريطاني نيكولاس بيلهام أجرى لقاءً مع خالد الأحمد، غير صحيح.
– تبين أن الادعاء لا أساس له من الصحة بجميع جوانبه، لذا صُنف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
ولد خالد عبد الله الأحمد في محافظة حمص عام 1980، وهو ابن عضو القيادة القطرية السابق في حزب البعث عبد الله الأحمد، ويتحدر من الطائفة العلوية.
وتقول تقارير أن الأحمد درس المرحلة الثانوية في دمشق، وهناك تعرف على الشرع وبدأت صداقته به، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة دمشق وتخصص في اللغة الإنجليزية وآدابها. ومن ثم استطاع بناء علاقات قوية داخل حكومة بشار الأسد، مستفيدا من علاقات والده المتجذرة في حزب البعث.
وعقب اندلاع الثورة السورية برز الأحمد مستشاراً غير رسمي للأسد، وكان ممن أسهموا في إطلاق “مشروع المصالحة الوطنية”، وأدى دورا دبلوماسيا سريا، إذ شارك في مفاوضات سرية مع مسؤولين أميركيين، والتقى بمسؤولين من الأمم المتحدة، بوساطة من الصحفي الأميركي نير روزن.
وبحسب مصادر إعلامية تراجع نفوذ الأحمد لدى نظام الأسد، عقب استعادة النظام السوري المخلوع سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في عام 2018، استغل مدير المكتب الأمني في القصر الجمهوري، بسام مرهج الحسن الخصومة بينهما لتوجيه ضربة قاضية له، عبر تقارير تتهمه بفساد مالي وعلاقات دولية اعتُبرت مضرة بالنظام، وأبعد على إثرها إلى لبنان ومنع من العودة إلى سوريا.
وفق صحيفة الإيكونوميست البريطانية، فقد دخل الأحمد إلى إدلب في صيف 2021 حين كانت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، عبر وسطاء أتراك حاملا خطة تهدف إلى تقويض سلطة الأسد، واستقبله مقاتلون ملثمون اقتادوه إلى مقر إقامة صديقه القديم الشرع، وقضيا يوما كاملا ناقشا فيه مستقبل سوريا بعد الأسد.
ومع انطلاق معركة “ردع العدوان” وتقدّم المعارضة باتجاه حلب ودمشق في نوفمبر/تشرين الأول 2024 برز الأحمد وسيطا حاسما في معركة إسقاط النظام، إذ أدى دورا رئيسيا في إقناع كبار ضباط النظام بتسليم مواقعهم أو الانسحاب دون قتال، مانحا إياهم تطمينات بعدم الملاحقة، مما أدى إلى تفكك خطوط دفاع النظام المخلوع بسرعة كبيرة.



