تداول حساب “إسرائيل تتكلم بالعربية” على موقع فيسبوك، يعرف عن نفسه بأنه: “حساب فيسبوك الرسمي بالعربية لدولة إسرائيل”، بتاريخ 13 شباط/فبراير الفائت، منشوراً عن نجاح طاقمها الإغاثي في إنقاذ 19 شخصاً من تحت الأنقاض خلال ستة أيام في نطاق “غصن الزيتون”، وهو طاقم كان قد وصل تركيا للمشاركة في جهود الإنقاذ بعد زلزال 6 شباط/فبراير الذي ضرب مناطق في تركيا وسوريا.
ويختلف منشور حساب “إسرائيل تتكلم بالعربية” على موقع تويتر عن منشورها على موقع فيسبوك. إذ يبدو أكثر اختصاراً ولكن الحساب يزعم في كليهما على لسان أحد مسعفي الطاقم، أن طفلاً سورياً في الرابعة من العمر جاء ليشكره بعد أن قضت العائلة برمتها، قائلاً “انتم الاسرائيليون غمرتمونا برعاية تفوق ما تلقيناه من شعبنا”
وأثار المنشور جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حول حقيقة مشاركة فريق إسرائيلي في جهود الإنقاذ في نطاق منطقة ما تعرف بـ”غصن الزيتون” التي تسيطر عليها فصائل من “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا في منطقة عفرين شمال غربي سوريا.
فهل صحيح أن فريق الإنقاذ الإسرائيلي شارك في عمليات انتشال الضحايا والبحث عن ناجين داخل سوريا؟
تقصى فريق TRUE عن حقيقة الأمر، وأظهرت محركات البحث، أن فريق الإنقاذ الإسرائيلي الذي وصل إلى تركيا صباح 7 شباط/فبراير يطلق عليه “أغصان الزيتون”.
رابط ذا صلة
لكن الواضح أن صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية”، استخدمت تسمية” غصن الزيتون” في منشورها، ما أثار جدلاً لدى رواد مواقع التواصل السوريين.
وفي حين لم تذكر أية مصادر سورية مشاركة فريق إنقاذ إسرائيلي شمال غربي سوريا، تواصلت TRUE مع مصادر على الأرض بمنطقة عفرين، نفت مشاركة أي فريق إسرائيلي في جهود الإنقاذ بمدينة جنديرس التي تعد من أكثر المناطق تضرراً في المنطقة وفي سوريا عموماً.
استناداً لما تقدم، نجد أن مشاركة فريق إسرائيلي في جهود الإنقاذ لضحايا الزلزال في سوريا معلومة غير صحيحة.
أما فيما يتعلق باحتمالية أن يكون فريق الإنقاذ الإسرائيلي قد أنقذ طفلاً سورياً، خلال مشاركته في جهود الإنقاذ بولاية مرعش التركية.
فقد أظهر البحث أن هذه المعلومة تداولتها صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية، كما تناقلها حساب آخر مصري نقلاً عن ذات المصدر.
ونشر موقع يسمى “موقع بانيت وصحيفة بانوراما” خبراً بتاريخ 11 شباط/فبراير 2023 نقلاً عن بيان للمتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قوله إن الفريق الإسرائيلي بدأ نشاطه في مستشفى مدينة مرعش المحلي.
وفي تسجيل مصور أرفق مع الخبر، يتحدث المسعف عزيز إبراهيم عن الفريق الإسرائيلي وسبب قدومه، متحدثاً باللغة العربية :”عالجنا أكثر من 10 لاجئين سوريين توافدوا إلى غرفة الطوارئ، بعضهم على خلفية الزلزال وأخرون لأسباب أخرى، وكان من بينهم طفل سوري عمره 4 سنوات، جاءنا بالأمس إلى غرفة الطوارئ، مع عمه، جميع أهله كانوا قد فقدوا حياتهم في الهزة الأرضية الثانية”.
ويضيف المسعف: “هذا الطفل نجى بعد ثلاثة أيام وعاد إلى بيته، وعاد بعد شعوره بآلام كثيرة، وهو ابن أربع سنوات، أو أربعة سنوات ونصف، وكان يتألم وكان يصرخ يريد والديه، كان عمه معه وجاء إلينا فقمنا بمعالجته، وكان في حالة حرجة، وبعد مرور الوقت استقر وضعه، أعطيته أشياء لتهدئته، وتكلمت معه بالعربية..” .
ويظهر المسعف في مشاهد لاحقة في ذات التسجيل، وهو يتكلم العربية، مع سيدة تتكلم العربية وهي مستلقية على الفراش، كما تظهر المشاهد طفلاً مستلقياً في سرير وقد تم إخفاء ملامح وجهه.
رابط ذا صلة
ولا تدعم نتائج البحث الرواية الإسرائيلية كما لا تنفيها مطلقاً، حيث لم يتمكن فريق TRUE من الجزم بصوابية هذه المعلومة من عدمها.