هل صحيح أن وزير الخارجية الشيباني قال إن أمام سوريا فرصة لبناء ديمقراطية مستقرة؟

 نسب التلفزيون العربي، مؤخراً، إلى جانب مواقع و حسابات سورية في مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحاً لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بعد زيارته الأخيرة لواشنطن، جاء فيه “أمام سوريا فرصة حقيقة لبناء ديمقراطية مستقرة”.

وحظي التصريح بانتشار على وسائل التواصل، على اعتبار أنه من المرات النادرة التي يأتي فيها وزير الخارجية على ذكر كلمة “ديمقراطية”.

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات True Platform – عن صحة هذه التصريح، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث ومواقع التواصل ووسائل الإعلام العربية والعالمية، باستخدام أبرز الكلمات المفتاحية المتعلقة، ليتبين أن هذه التصريحات نسبت للشيباني على نحو خاطئ.

نتائج البحث والتحري:

– أظهر البحث أن التصريح في الحقيقة هو للسيناتور الأمريكي جيم ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وهو أحد السياسيين الأمريكيين الذين التقاهم وزير الخارجية السوري خلال زيارته.

– قال ريش عبر حساب رئيس اللجنة الرسمي في موقع إكس: “اليوم، عمل المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، على تيسير اجتماع مع وزير الخارجية السوري أسد الشيباني، ناقشنا خلاله الخطوات الضرورية لضمان وصول سوريا الكامل إلى الاقتصاد العالمي”. وأضاف ريش: “لدى سوريا فرصة لبناء ديمقراطية مستقرة، وهو أمر تحتاجه المنطقة بشدة الآن، وآمل أن تكون على الطريق الصحيح”.

– أظهر البحث أن وكالة سانا نشرت إلى جانب وسائل إعلام سورية رسمية ومستقلة وعربية، ذات التصريحات على لسان أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أدلى بها بعد لقاءه الشيباني.

– أظهر البحث أن موقع سوريا بوست السوري، نقل ذات التصريح مرتين؛ في الأولى نسبها إلى “ريش” وفي الثانية إلى “الشيباني”.

– لم يُعثر على أي مصدر أجنبي عموماً أو أمريكي على وجه الخصوص، نقل هذا التصريح أو نسبه للوزير.

خلاصة:

–  التصريحات المذكورة حول “بناء ديمقراطية مستقرة في سوريا” نُسِبت خطأً لوزير الخارجية أسعد الشيباني.

–  تبين أن التصريح في الحقيقة هو للسيناتور الأمريكي جيم ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

– تبين أن الادعاء يتضمن معلومة خاطئة، لذا صُنّف ضمن محتوى ” خاطئ” وفق منهجية  شبكة تدقيق المعلومات  True Platform.

خلفية

منذ سقوط النظام في الثامن من كانون أول/ ديسمبر الماضي، وتسلم الشرع منصب رئيس المرحلة الانتقالية، وتشكيله للحكومة، تعرض هو ووزير الخارجية لانتقادات، وعبر صحافيون وحقوقيون ومدونون عن تخوفهم، جراء تجنب الاثنين كأرفع مسؤولين في السلطة السورية الجديدة، ذكر كلمة ديمقراطية، أو الحديث عن انتخابات وحياة سياسية تعددية.

وخلال مقابلة مع مجلة “إيكونوميست” مطلع شباط/فبراير الماضي، سألت المجلة الشرع “هل ستصبح سوريا ديمقراطية؟ لا نعتقد أننا سمعناك تستخدم هذه الكلمة من قبل” فأجاب الشرع بالقول: “في منطقتنا هناك تعريفات مختلفة للديمقراطية، وإذا كانت الديمقراطية تعني أن الشعب يقرر من يحكمه فإن سوريا تسير في هذا الاتجاه”.

وفيما تعتبر هذه المرة الوحيدة التي ذكر فيها الشرع كلمة ديمقراطية، بشكل غير مباشر رداً على سؤال المجلة، فإن البحث الذي أجراه فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، لم يسفر عن العثور على تصريح سابق لوزير الخارجية السوري، أتى فيه على ذكر كلمة ديمقراطية، في وسائل الإعلام أو وكالات الأنباء العالمية.

وينتظر أن تشهد سوريا إجراء “انتخابات مجلس الشعب” في الخامس من الشهر المقبل، وسط انتقادات، على خلفية أن ثلثي أعضاء المجلس ستختارهم لجان فرعية اختارتها لجنة رئيسية عينها الرئيس الشرع، في حين سيختار الرئيس الثلث المتبقي بنفسه.