نسبت حسابات وصفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤخراً، تصريحات إلى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، جاء فيها “هناك احتمال كبير لعودة بشار الأسد للحكم في سوريا، ويدور حديث جدي حول ذلك في غرف السياسة الدولية”.
وتضمنت التصريحات المزعومة أن باراك قال أيضاً: “نحن لا نجد ذلك معضلة كبيرة طالما سيتم بعد إزالة الحزب من لبنان و القضاء على آخر معاقل ايران في المنطقة”.
الإجراء:
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، صحة التصريحات، فراجع الحسابات الرسمية للمبعوث الأمريكي إلى سوريا، إضافة إلى وسائل إعلام، كما أجرى بحثاً عبر المصادر المفتوحة، وتبين خلاف الادعاء.
نتائج البحث والتحري:
– لم يذكر ناشرو الادعاء أيّة مصادر موثوقة وصريحة، تدعم صحة ادعائهم، كوسائل أو وكالات إعلام عالمية.
– لم يُعثر على أي تصريحات مماثلة لتوماس باراك في وسائل الإعلام الأمريكية أو الدولية، تثبت صحة الادعاء.
– لم يُعثر على أي منشور أو تصريح بمضمون مماثل على الحسابات الرسمية لتوماس باراك، بما يثبت صحة الادعاء.
– تبين أن مصدر التصريحات هي صفحة (هكذا تحدث الأشياء That’s How it is done) التي تنشر بشكل متكرر أخباراً وتصريحات مفبركة. وسبق لفريقنا أن تحقق من بعضها وأظهر زيفها.
– تتناقض التصريحات المزعومة مع دعوة باراك لمجلس النواب الأمريكي لإلغاء قانون قيصر كما فعل مجلس الشيوخ، وذلك في مقالة مطولة نشرها على حسابه في إكس، أول أمس.
– قال توماس باراك في مقاله إن “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين، هو نظام عقوبات أدّى غرضه الأخلاقي ضد نظام الأسد السابق، لكنه اليوم يخنق أمة تحاول النهوض… وسوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان لسلام مشرق في الشرق الأوسط”.
– أظهر البحث أن بعض الحسابات نشرت صورة لتغريدة مزعومة لتوماس بارك يقول فيها إن “هناك احتمال كبير لعودة السيد بشار الأسد إلى السلطة في سوريا، وتُجرى حالياً مناقشات جادة حول هذا الاحتمال داخل الأوساط السياسية الدولية. ولا نرى في مثل هذا التطور عقبة أساسية، شريطة أن يتم إنهاء وجود الحزب في لبنان، وتفكيك ما تبقى من ركائز الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة”.
– تبين من خلال التدقيق أن لقطة الشاشة تظهر أن التغريدة المزعومة نُشرت قبل يوم من التقاطها وأنها لاقت تفاعلاً كبيراً وصل إلى أكثر من 400 تعليق و400 مشاركة و1200 أعجبني، لكن رغم ذلك لم تنقلها وسائل إعلام أمريكية أو سورية أو دولية، وهو ما يطعن في صحتها و يدعم احتمالية أن تكون مفبركة.
خلاصة:
– الادعاء بأن توماس باراك أشار إلى احتمال عودة بشار الأسد إلى الحكم في سوريا وأن هناك حديث جدي حول ذلك في غرف السياسة الدولية، ملفق.
– مصدر التصريحات المتداولة هي صفحة على منصة فيسبوك، تنشر أخبار وتصريحات ملفقة.
– تبيّن أن الادعاء بجميع جوانبه لا أساس له من الصحة، لذا صُنّف ضمن محتوى “مفبرك”، وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، أكد في أكثر من مناسبة أن بلاده ترى في حكومة الشرع خطوة أساسية نحو استعادة وحدة سوريا، وأن واشنطن مستعدة لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لإعادة الإعمار بشرط التزام الحكومة بمبادئ الشفافية والمساءلة واحترام حقوق الإنسان.
و دعا باراك أمس في مقال مطول، إلى رفع العقوبات الأمريكية والدولية عن سوريا، مشدداً على أن إلغاء العقوبات ليس صدقة بل استراتيجية، ومن شأن ذلك أن يطلق العنان لقدرة الحلفاء والمستثمرين من القطاع الخاص على إعادة بناء شبكات الكهرباء وأنظمة المياه والمدارس والمستشفيات في سوريا.
وقال المبعوث الأمريكي إلى سوريا: “عندما أُقرّ قانون قيصر عام 2019، كانت البلاد تشهد فظائع لا تُغتفر، فكانت العقوبات أداةً أخلاقية لتجميد الأصول وقطع التمويل غير المشروع وعزل النظام الوحشي. لكن سوريا بعد 8 ديسمبر 2024، ومع تولّي الحكومة السورية الجديدة السلطة، لم تعد هي نفسها. فقيادتها الجديدة انطلقت في مسار المصالحة، وأعادت العلاقات مع تركيا والسعودية والإمارات ومصر وأوروبا، وبدأت محادثات حدودية مع إسرائيل”.